التقيته ولاحظت الاختلاف الكبير بيننا في فهمنا لأمور الدين والعبادة، فكان هذا الحوار الذي دار بيننا.
ملحوظة: قد تجد أجزاء من هذا الحوار تتماسّ معك، أو قد صادفتك من قبل أثناء مناقشة أو حوار مع أحد من معارفك.
- عندما يهديني ربي.
- لقد هداك الله تعالى.
- كيف؟
- ألا تجد نفسك تدعوه في ساعة الشدة؟ هذه هي هداية الفطرة، ألم يرسل إليك الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هذه هي هداية الإرشاد، لقد زرع الله تعالى معرفته في فطرتك، وأرسل إليك الرسول صلى الله عليه وسلم ليرشدك إلى معرفته عز وجل وليرشدك إلى كيفية عبادته، ويرشدك إلى خير الحياة وخير المعاد.
نظر إليّ باستهزاء واثقاً من نفسه وقال
يا سيدي إن ربك رب قلوب.
- أوليس الله رب عقول أيضاً؟
]ابتسم ابتسامة مصطنعة مستخفّاً بردي وقال
- أقصد أن الله يحاسبنا على ما في قلوبنا وليس أعمالنا.
- الأعمال هي حقيقة ما في القلب، فهي مرآة ما في القلوب، لذلك قال العلماء: (الإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان) هل تحب أحداً وتهمله؟ بالتأكيد لا، فأعمالك توضح إن كنت تحبه أم لا.. أتحب ربك؟
- بالتأكيد.
- وما الدليل على ذلك؟ ما هي حقيقة حبك لله تعالى؟ أقول أنا لك، دليل المحب أربعة أشياء، فالمحب ينشغل دائماً بحبيبه ويفكر فيه دائماً، ويحب أن يتحدث عنه دائماً، ويحب أن يكون بقربه دائماً، ويحب أن يرضيه دائماً. أليس كذلك؟ هل تجد ذلك في نفسك؟
اقرأ قوله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران 31]
ألا تطمع في حب ربك ورضاه والفوز بالجنّة؟
]ابتسم مستهتراً محاولاً التهرب من الحديث وقال
يا سيدي سندخل الجنة برحمة الله وليس بأعمالنا.
- هذا قول حق أريد به باطل، أتعلم كيف؟ أقول لك.. أعمالنا مهما عظمت فلن تساوي الفوز بالجنّة ونعيمها، فالجنّة أعظم من أي مقابل يمكن أن تفعله، لذلك سيدخل من يدخل الجنّة برحمة الله تعالى، ولذلك قال تعالى ﴿أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأحقاف 14] ولم يقل (لما كانوا يعملون) لأن الباء هنا هي باء السببية أي فقط بسبب ما كانوا يعملون وليس مقابل ما كانوا يعملون، لأنه إن كان مقابل ما يعملون فلن يدخل أحد الجنّة، ولكن.. هل يستوي من يكد ويكدح ويزرع، مع من يهمل ويرتع ويقلع؟
سأعطيك مثلاً ولله المثل الأعلى.. هب لو أنك أستاذ في الجامعة، ترى أحدهم يكد ويجتهد ويحاول المذاكرة قدر استطاعته، ودائماً ما تجده في قاعة المحاضرات، وآخر مهمل يلهو ويلعب ولا يحضر المحاضرات ولا يفقه شيئاً فيما تقوم بتدريسه، وفي الإمتحان حاول المجتهد الإجابة قدر استطاعته ولكنه لم يوفق في إحراز الدرجات المطلوبة، والآخر بالطبع لم يكتب شيئاً في كراسة الإجابة، لصالح من ستتدخل؟ بالطبع ستتدخل لصالح المجتهد وتعطيه درجات الرأفة..
هكذا نطمع في رحمة ربنا، بل ما عند الله تعالى هو أروع وأعظم.. فالله عز وجل يعلم ما يقوم به العبد من أعمال، فإذا كانت أعماله تعطيه مثلاً ثلاثين أو أربعين بالمائة يطمع في رحمة ربه فيجزيه ربه خير الجزاء ويتقبل منه أحسن ما عمل كما قال تعالى ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ [الأحقاف 16]
ترى إن لم يكن لك حسنات فكيف ستطمع في رحمة ربك؟ هذا هو الغرور يا عزيزي.
أصابه الضيق والانفعال، فاعتدل في جلسته وبدا متحدياً يريد الانتصار لنفسه وقال
ها أنت قد قلتها، إن الله يعلم ما سيقوم به العبد من قبل أن يفعله، إذن ما الفائدة من العمل؟ أنا أعصي الله لأن الله يعلم أنني كنت سأقوم بذلك، فكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ، وهذا إثبات أن الإنسان مسيّر وليس مخير.
- يا عزيزي أنت تفهم الأمور بشكل خاطيء.. الإنسان مسيّر فيما يقع عليه من أحداث قد كتبها الله تعالى عليه، ولكنه مخيّر فيما يفعله تجاه هذه الأحداث، مثل أن تولد ابن فلان ابن فلانة، وشكلك كذا ولونك كذا، وأن تقع عليك أزمات كذا وكذا، فليس لك اختيار في ذلك، ولكنك مخيّر في رد فعلك تجاه والديك وتجاه الأزمات التي تمر بها، فأنت مخيّر أن ترجع الأمر لله وتحمده على كل شيء وتصبر وتحتسب، أم تتمرد وتعترض وتسخط على الأوضاع وترفض كل شيء.
زادت حمرة وجهه، أخذ نفساً عميقاً وقال مستكبراً
- وليكن ما تقول ولكن ذلك لا ينفي ما قلته لك، إن الله يعلم ما سأعمل قبل أن أفعله، وهذا في اللوح المحفوظ، لماذا إذن سيحاسبني الله؟
- لابد أن تعلم أن الله تعالى يعلم ما تفعله وما ستفعله، وما لم تفعله لو كنت فعلته كيف ستفعله، ولكن لابد أن تعلم أيضاً أنك لا تعرف ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، وأن الله تعالى في غنى عن أعمالك، وأن أعمالك هي التي ستشهد عليك يوم القيامة وليس علم الله تعالى الذي سيشهد عليك، سأعطيك مثلاً ولله المثل الأعلى، نعود لمثل أنك أستاذ في الجامعة، تجد الطالب المجتهد دائم الحضور يجلس في الصفوف الأولى دائماً، ويقوم بكل الأبحاث المطلوبة منه، ويحضر كل امتحانات الشهور التمهيدية، والآخر لا يحضر المحاضرات، وإن حضر ينام أثناء المحاضرة ولا يستجيب للمناقشات في قاعة الدرس ولا يعيرها اهتماماً، ولا يقوم بعمل الأبحاث المطلوبة ولا يحضر الامتحانات التمهيدية، هل يكون من الصعب عليك معرفة من سينجح ومن سيرسب؟ هل من الصعب عليك أن تقول أن هذا سينجح وذاك سيرسب؟ بالطبع ستعلم يقيناً أن هذا سينجح وذاك سيرسب، ومن العبث أن يحتج الراسب ويقول: لقد رسبت لأن المدرس قال ذلك قبل الامتحان.
]بلغ الضيق به مبلغه، وبدا مصراً غير مقتنع وقال
- يا سيدي أنت تبالغ كثيراً، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر)؟
- يا عزيزي ليس اليسر في ترك الدين، اليسر في الدين أنه ميسر لكل فرد وميسور على كل إنسان، اليسر في العبادات مثلاً أنك لا تصلي طوال اليوم، بل أنك لو جمعت الوقت اللازم لأداء الصلوات الخمس لن يتعدّى الساعة في اليوم والليلة، وباقي اليوم كله لك، والزكاة إن وجبت عليك أصلاً فلن تتعدي ربع العشر، وإذا نظرت إلى الحرام في المأكل والمشرب فأنت تأكل كل شيء إلا الخنزير والميتة والدم، وتشرب كل شيء إلا الخمر، أليس هذا هو اليسر؟ صدقني لو أفضّت معك في يسر الدين سنقضي أسبوعاً كاملاً نتحدث فيه بلا نوم ولا انقطاع، فاليسر يشمل كل جوانب الحياة.
- ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بأصبعيه؟
- نعم قالها صلى الله عليه وسلم ولكن لا يجب أن نعزل حديث أو آية عن باقي الأحاديث أو الآيات.. لابد أن نفهم المعنى المراد من أي حديث وعلاقته بالدين..
برغم أن الحديث صحيح ولكن معناه يا صديقي هو كافل اليتيم الذي سيدخل الجنة وليس أي كافل يتيم.. وإلا لكان الملحدون في الغرب والذين يكفلون اليتامى مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنّة.. المقصود هو كافل اليتيم الذي يقيم أركان الدين.. والذي سيكرمه الله تعالى بدخول الجنّة سيزيد في كرمه بجعله مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. وإلا لأصبحت الجنّة سهلة على الأغنياء فقط.. كل منهم يشتري الجنّة بكفالة يتيم ثم يفسق طوال حياته.. والأدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح باقي الأمر، وإن فسدت فسد باقي الأمر)
ولو تأمّلت الأمر قليلاً ستجد أن الذي يكفل اليتيم لوجه الله تعالى وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم لابد أن يطيعه أولاً في أصول الدين ومنها الصلاة..
كاد أن ينفجر غضباً، وزاد انفعاله عن حده وقال
- أنت تحدثني وكأنني المذنب الوحيد في هذه الدنيا.. ألا ترى أحوال الناس؟
- وهل ستقول لربك يوم القيامة أذنبت لأن الناس أذنبوا؟!!.. يا عزيزي كل فرد مسئول عن نفسه.. قال تعالى ﴿أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾ [النجم 38-41]
سأعطيك حكمة للنجاة.. إذا أحسنت فاعلم أنك أقل المحسنين.. وإن أسأت فتيقّن أنك المذنب الوحيد..
- دعك من الشكليّات هذه.. هل يعجبك المسلمات المحجبات اللاتي يرتدين الملابس الضيقة الملتصقة بأجسادهنّ؟ إلا تراهنّ كيف يرتدين الجينز الضيق والاسترش؟ هذه حالة انفصام في الشخصية..
- أنت لا تتحدث عن المحجبات..
- ألا تراهنّ بأم عينك؟
- أرأيت لو صليت بلا ركوع ولا سجود.. هل تكون هذه صلاة؟ بالطبع لا.. كذلك الحجاب.. له شروط إن لم تطبق لا يكون حجاباً.. وهي ألا يكشف ولا يشفّ ولا يصف.. إذن هنّ لسن محجبات، فلا تقل عليهنّ محجبات بل قل يرتدين غطاء رأس.. ولكن أنظر إلى الأخوات المحجبات المحتشمات العفيفات وهنّ كثر ..
- يا سيدي أنتم تبالغون في كل شيء.. كيف أستطيع اتّباع العلماء في كل ما يقولون، أصلي طوال الوقت الفرض والنافلة، وبينهما أذكر الله في كل وقت، وأصوم واقرأ القرآن وأحفظه وأدرسه، وأقيم الليل وأدرس العلوم الشرعية، وأدعو في سبيل الله؟.. إذا حاولت أن أعمل كل ذلك فلن أجد الوقت لأقوم بأي شيء آخر، فأين الوقت إذن للعمل والسعي وراء الرزق ورعاية أسرتي، بل أنني لو قررت أن أتفرغ للعبادة ستتعارض في أوقات كثيرة مع بعضها البعض، ما هذه المبالغة، كيف تكون هذه التعليمات من عند الرسول صلى الله عليه وسلم؟ الدين لإصلاح الحياة وليس لنتركها برمّتها.
- في هذه أنت محق ولكن المعلومة وصلتك ناقصة.. بالفعل الرسول صلى الله عليه وسلم نصح وأمر بكل ما قلت ولكنه لم يقله ليقوم به فرد واحد، فمن يملك فائضاً يتصدق بالمال، والقوي والذي يتحمل يصوم النافلة، ومن عنده متسع من الوقت يغتنمه في الذكر، والذكي يتفقه في الدين، ومن يملك ذاكرة جيدة يحفظ القرآن، ومن يجتهد في كل صنف له الأجر والثواب، وهكذا تتحول الأمة كلها إلى أمة عابدة في نفس الوقت وطوال الوقت، لابد أن تعلم أن التنوع في العبادة رحمة من الله تعالى لك كي لا تمل أو تتعب أو تحرم من الثواب إن لم تقدر على عبادة بعينها، كل فرد يحاول تحصيل الفضل والثواب الذي يستطيع تحصيله، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرت بنفسك جزء منه سابقاً قال: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) والمشادة معناها المغالبة، المغالاة في الدين. فقط عليك الفرض، تأثم إذا تركته، والباقي فضل تنهل منه ما تشاء.. ألا تعلم أن التكاليف تكريم لك من الله تعالى؟
نظر إليّ بشك وريبة وتحدي وقال
- كيف وهي ثقيلة عليّ ولا أستطيع المداومة عليها؟
- ترى لو كان عندك اثنين من أبناءك، أحدهما يطيعك ويحترمك ولا يعصي لك أمراً، مجتهد ونشيط، يؤدي كل ما تطلب منه على أكمل وجه، يحب مساعدتك وتحمل المسئولية، والآخر لا يطيعك، مهمل وكسول ويحب اللهو ولا يقوم بأي شيء بشكل صحيح.. من المنطقي إذن أن تعطي المجتهد مهمات ومسئوليات أكثر، وتبدأ في الاعتماد عليه في كل صغيرة وكبيرة، وتهمل الآخر ولا تكلفه بشيء وتكتفي بنصحه ورعايته، أليس كذلك؟ أليس هذا تكريم للمطيع المجتهد؟ بلى. إنه لأكبر تكريم، وهذا ما يحدث مع المؤمن ولله المثل الأعلى.. فالله تعالى كلف المؤمنين بالصلاة والزكاة والصيام وكل أنواع التكاليف تكريماً لهم، لرفع درجاتهم ولتقريبهم إليه حتى يكونوا على صلة دائمة معه وفي معيته، ويأمر الآخرين دائماً بالإيمان به.. لذلك تجد التكاليف في القرآن الكريم دائماً ما تبدأ بعبارة يا أيها الذين آمنوا، ومثال ذلك قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة 183]
وعند الأمر بعبادة الله جاءت عبارة يا أيها الناس لأنها للخلق جميعاً، ومثال ذلك قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة 21]
]بدأت حدّته تهدأ ولكنه لا يريد الاستسلام وقال
- أنت تبالغ قليلاً، أليس باب التوبة مفتوح حتى لحظة الغرغرة؟ ألن يدخل الجنة من نطق بالشهادة قبل موته حتى لو قالها بقلبه؟
- أنت على حق، فباب التوبة مفتوح ولكن.. هل تستطيع أن تخبرني بميعاد موتك؟ وهل تجزم بذلك؟ ألم تقرأ قول الله عز وجل ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان 34] وقوله تعالى ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون 10-11] وهل تجزم أنك ستتوب قبل موتك وستقبل التوبة منك؟ ألم تقرأ الآية الكريمة ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾ [النساء 17-18] هل تجزم أنك ستنطق بالشهادة ولو بقلبك عند موتك؟ يا عزيزي عند موتك سيعبّر لسانك عمّا في قلبك.. ألم تسمع عمّن مات وهو يغنى؟ ومن مات وهو متشبث بماله أو يتحدث عنه؟ ألا تطمع أن تستقبلك الملائكة وتطمئنك وتحتفي بك عند موتك؟ اقرأ قوله تعالى ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر 27-30]
يتبع
