شبكة الجيل الاسلامي
اهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر في شيكة الجيل الاسلامي


اذا كانت هذه زيارتك الاولى لنا يشرفنا انضمامك لاسرة منتدانا

وان لم تكن هذه زيارتك الاولى فوقتا ممتعا برفقتنا

ولا تنسى المنتدى يحتاج الى تفعيل الاشتراك من ايميلك
شبكة الجيل الاسلامي
اهلا وسهلا بك
عزيزي الزائر في شيكة الجيل الاسلامي


اذا كانت هذه زيارتك الاولى لنا يشرفنا انضمامك لاسرة منتدانا

وان لم تكن هذه زيارتك الاولى فوقتا ممتعا برفقتنا

ولا تنسى المنتدى يحتاج الى تفعيل الاشتراك من ايميلك
شبكة الجيل الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كل العلوم في سورة الفاتحة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
السوفي
عضو نشيط
عضو  نشيط
السوفي


ذكر
المشاركات : 79
سجل في : 06/05/2009
نقاط : 186
وسام العضو : كل العلوم في سورة الفاتحة 1-tama10

كل العلوم في سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: كل العلوم في سورة الفاتحة   كل العلوم في سورة الفاتحة Emptyالسبت مايو 16, 2009 1:28 pm


إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً﴾ وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ..

إن لسورة الفاتحة أسماء كثيرة يذكر القرطبي منها اثنا عشر اسماً، منها أنها فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب والشافية والكافية والسبع المثاني، ويتسائل البعض منّا لماذا نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة في الصلاة؟ ولماذا هي أم القرآن وهي أم الكتاب والشافية والكافية والسبع المثاني؟ هل هناك خصوصية لسورة الفاتحة؟ نجيب عن هذه الأسئلة جميعاً ونتعرف سوياً على هذه السورة العظيمة، التي أجمع أهل العلم على شمولها لكل ما جاء فيالقرآن، واحتوائها لمقاصد الشريعة في الدنيا والآخرة، ومن هنا كانت فاتحةً لهذا الكتاب، وعنوانًا عامًا يدل على ما جاء فيه من تفصيل وتبيين، وبهذايظهر وجه المناسبة في تصدير هذه السورة لباقي سور القرآن .

﴿ سورة الفاتحة ﴾

تفتتح السورة متوجة باسم الله ﴿بسم الله الرحمن الرحيم (1)﴾ والبدء باسم الله أدب وقوة، أدب ((فهو الذي منه كل مبدوء فباسمه إذن يكون كل ابتداء))[1] فهو الأول بلا بداية، فنبدأ بذكره جل وعلا أدباً قبل كل شيء، وقوة إذ نعلن أنه باسمه نستمد كل قوة وكل شيء، كما يعلن اسم الملك في أي مكان قبل بدء أي كلام، فما بالك بمالك السموات والأرض، مالك المكان والزمان، ووصفه سبحانه بالرحمن الرحيم يشمل كل معاني الرحمة وأصنافها وحالاتها، وهنا تأكيد على حقيقة العلاقة بين الله وعباده، فهي علاقة ليست قائمة على أساس القهر والذل، ولكنها قائمة على الرحمة، وفي هذه البداية براعة استهلال لتربية عاطفية وتأهيل نفسي للدخول في رحمته، فيتقوى المؤمن ويستبشر العاصي ويرغب في التوبة ((فالله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن العاصي، بل يفتح له باب التوبة ويحثه عليها ويطلب منه أن يتوب وأن يعود إلى الله فيغفر له ذنبه، لأن الله رحمن رحيم))[2]

ثم ينتقل السياق بعد المقدمة المطمئنة الرحبة إلى التوجه إلى الله بالحمد ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)﴾ فهو تعالى مستحق للمحامد كلها ((فهذا الشعور الذي يفيض من قلب المؤمن بمجرد ذكره لله، فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضاً من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء))[3] والحمد يشمل كل أنواع المحامد بدء من الخلق والإيجاد من عدم، ومروراً بالعقل والحفظ والرزق والإسلام والإذن بذكره، ويلتحق بالحمد وصفه بالربوبية المطلقة للعالمين، فللربوبية الخلق والعناية والتربية والمدد، ثم تأكيد لصفة الرحمة مع الربوبية ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)﴾ فهو سبحانه إله رحيم ورب رحيم .. والاعتقاد بيوم الدين أصل من أصول العقيدة الإسلامية، فهو يوم الجزاء والحصاد بعد حياة حافلة مليئة بالعمل المثمر الصالح أو العمل الفاسد الطالح، فيأتي التقرير بأنه سبحانه وتعالى مالك يوم الجزاء ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ يوم لا ملك إلا هو، ولا ملك إلا له وحده، وفي الاعتقاد بيوم الدين أهمية وضرورة قصوى في حياة البشر أجمعين، إذ تتعلق القلوب والبصائر بعالم ما بعد الحياة الدنيا فلا تسيطر ولا تطغى شهوات الأرض ولا يستبد القلق على استعجال الجزاء والخير، وحينئذ يتحقق العمل لله وبشريعة الله، وتتحقق الثقة في انتظار الجزاء مع إصرار على الحق بقوة وسماحة ورحابة ويقين.

وهنا تكون السورة قد اشتملت على أربعة أسماء من أسماء الله الحسنى والصفات، وهي (الله والرب والرحمن والملك) فالسورة مبنية على الألوهية والربوبية والرحمة والملك، ويتم البناء والانعطاف والتناسب والتكامل بين أرجاء السورة على مدار هذه الأسماء والصفات ..

وطالما أنه هو الله سبحانه المستحق للمحامد كلها وحده، وأنه هو الرب المعين وحده، وأنه هو الرحمن بعباده وحده، وأنه هو مالك يوم الجزاء وحده، فهو إذن المستحق الوحيد للعبادة والاستعانة، فينتقل السياق بانسيابية إلى إعلان وحدانيته في ألوهيته وربوبيته ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾ أي نعبدك وحدك سبحانك ونستعين بك وحدك لا شريك لك، وهنا تنقسم الآية إلى قسمين، عبادة الله تعالى أي ممارسة الشعائر، فينعطف معنى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ على اسم (الله) الذي نعبده وحده لا شريك له، فصفات الكمال والعظمة والعزة والجلال والدين والشرع والأمر والنهي ترتبط باسم الله، والقسم الثاني هو الاستعانة بالله في كل شيء، الإصلاح في الأرض وعمارتها وإدارتها وفق المنهج الإلهي، فينعطف معنى ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على اسم (الرب) الذي نستعين به، فصفات الخلق والإيجاد والتدبير والتفرد بالنفع والضر والعطاء والمنع والمدد والعون ترتبط باسم الرب، فهو رب كل شيء وخالقه، والقادر عليه لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السموات والأرض عبد له سبحانه، فهذا إذن أصل اعتقادي ينشأ عن الأصول السابقة ((سر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين، وعليهما مدار العبودية والتوحيد، وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وعبده نصفين، فنصفهما له تعالى وهو ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ ونصفهما لعبده وهو ﴿إَِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ والعبادة تجمع أصلين، غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والتعبد هو التذلل والخضوع، فمن أحببته ولم تكن خاضعاً له لم تكن عابداً له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابداً له حتى تكون محباً خاضعاً، والاستعانة تجمع أصلين، الثقة بالله والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس ولا يعتمد عليه لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه مع عدم الثقة به لحاجته إليه، والتوكل معنى يلتئم من أصلين من الثقة والاعتماد، وهو حقيقة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾))[4]

وتقديم العبادة على الاستعانة جاء في منتهى التناسب مع هذا المقام، إذ أن العبادة هي غاية المؤمن وأصل وجوده، والاستعانة وسيلة إليها، كما أن العبادة متعلقة بألوهيته سبحانه وتعالى واسمه (الله) والاستعانة متعلقة بربوبيته واسمه (الرب) فتتقدم العبادة على الاستعانة كما تقدم اسم الله على اسم الرب في أول السورة ..

ثم ينتقل السياق إلى أسمى هدف وأعلى وأغلى طموح للبشرية، وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)﴾ وهنا يجيء التطبيق العملي بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، فينعطف هذا المعنى على اسم (الرحمن) فصفات الإحسان والحنان والجود والبر والقبول والمغفرة والعفو والرأفة واللطف ترتبط باسم الرحمن فبعد كل ما سبق لا أحد غير الله جل وعلا نسأله الهداية، فعن طريقه وحده نصل إلى الصراط المستقيم ونثبت عليه، فنتوجه إليه سبحانه نطلب الهداية إلى الصراط المستقيم والاستقامة عليه بعد معرفته، فالهداية إلى الصراط المستقيم فيها كل سعادة الدنيا والآخرة.

ولما كان سؤال الله تعالى الهداية إلى الصراط المستقيم أسمى وأجلّ وأعلى الأهداف ونيله أعظم هبات الله تعالى، علّم الله تعالى عباده كيفية سؤاله، علّمهم أن يقدموا بين يديه الحمد والثناء عليه في ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وتمجيده بعد الثناء عليه في ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾ فهاتان وسيلتان إلى غايتهم وهدفهم المنشود، توسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته، وتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء.

ثم يجيء بعدهما سؤال أهم المطالب وهو الهداية إلى الصراط المستقيم، ولما كان طلب الصراط المستقيم طلب أكثر الناس معرضون عنه فهو طريق الرفقاء فيه قلة نادرة والنفس تستوحش الوحدة بفطرتها وتحتاج دائماً إلى الرفيق، نبّه الله جلّ وعلا على الرفيق في هذا الطريق المتفرد العظيم بقوله تعالى ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)﴾ وذلك ليزول عن طالب الهداية وحشة الوحدة، وليعلم أن رفقائه في هذا الطريق هم الذين أنعم الله عليهم، فلا يكترث طالب الهداية إلى الصراط المستقيم بكثرة المنحرفين المعرضين عنه، فهم الكثرة ولكنهم الأقل قدراً كما قال بعض الصالحين: ((عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين)) وما أبدعهم من صحبة فهم الذين في قوله تعالى ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69)﴾ [النساء 69] وينعطف معنى هذه الآية على اسم (الملك) فصفات العدل والقبض والبسط والخفض والرفع والإعزاز والإذلال والقهر والحكم والجزاء بالثواب والعقاب ترتبط باسم الملك وهو ملك يوم الدين ..

وهكذا يتم تقسيم الخلق بالنسبة إلى هذه الهداية ثلاثة أقسام، تنبيهاً وإغراءاً، وتحذيراً وتنفيراً ((وإذا الناس أمام عينيك بين منعم عليه بمعرفة الحق وإتباعه ومغضوب عليه بمخالفة الحق مع العلم به وضال رضي أن يعيش عيشة الأنعام في متاهة الجهالة والحيرة والضلال، في متاهة الجهالة والحيرة والضلال، لا يكلف نفسه عناء البحث عن الحق ليتشرف بمعرفته ويسعد باتباعه))[5]

وهكذا يكمن سر الفاتحة في اشتمالها على جميع معاني القرآن وغاياته ومقاصده، فكل علم ومعني في القرآن تجده في الفاتحة، في هذه الآيات السبع القصار، والقرآن كله بعد سورة الفاتحة مفسراً مفصلاً لها، فالسورة قد اشتملت على إثبات الألوهية والتوحيد عن طريق التعريف بالمعبود جل وعلا، وباقي القرآن مفصلاً للعقائد، مفسراً لمعنى ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)﴾ واشتملت السورة على إثبات البعث والمعاد، وجزاء العباد بأعمالهم، وباقي القرآن مفصلاً للبعث والحساب والجنة والنار، مفسراً لمعنى ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)﴾ واشتملت السورة أيضاً على العبادات، وباقي القرآن مفصلاً شارحاً للعبادات مفسراً لمعنى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾ وشارحاً مفصلاً للتشريع الذي يهدي إلى الصراط المستقيم مفسراً لمعنى ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)﴾

كما تضمنت السورة إثبات النبوات من جهات عديدة، فالله الرب الرحمن لا يترك عباده دون أن يعرفهم ما ينفعهم، ومالك يوم الجزاء لا يجازي عباده قبل إقامة الحجة عليهم، والعبادة لا تكون إلا بشرع الله، والهداية لا تكون إلا عن طريقه، وكل ذلك لا يتأتّى معرفته إلا عن طريق الرسل والأنبياء، وتضمنت السورة أيضاً أخبار وقصص السابقين، وباقي القرآن تفصيلاً وتفسيراً لمعنى ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)﴾ ...

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم – يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال: مجدني عبدي، فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل..))[6]

وقال القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن): ((وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها، حتى قيل: إن جميع القرآن فيها. وهي خمس وعشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن، ومن شرفها أن الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح القربة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم))[7]

وأخرج البيهقي في (شعب الإيمان) عن الحسن أنه قال: ((إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع علوم القرآن في المفصَّل[8] ، ثم أودع علوم المفصّل في الفاتحة، فمن عَلِم تفسيرها، كان كمن عَلِم تفسير جميع الكتب المنـزلة))

وقال ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين): (اشتملت هذه السورة على أمهات المطالب العالية أتمَّ اشتمال، فاشتملت على التعريف بالمعبود بثلاثة أسماء: مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها، هي: الله، الرب، الرحمن، وبُنيت السورة على الإلهية، والربوبية،والرحمة... ف ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ مبني على الإلهية، و﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على الربوبية، وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة، والحمد يتضمن الأمور الثلاثة، فهو المحمود في إلهيته، وربوبيته، ورحمته، وتضمنت إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم، وتفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق، وكون حكمه بالعدل، وكل هذا تحت قوله ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وتضمنت إثبات النبوات، وتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد العلم والاعتقاد، وتوحيد القصد والإرادة، وتوحيد الربوبية والإلهية، واشتملت على شفاء القلوب، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامهاعلى أصلين: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان، وهما: الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال))[9]

وقال العلماء: كانت سورة الفاتحة ( أم القرآن ) لأن القرآن جميعه مفصَّل من مجملها، فالآيات الثلاث الأُول، شاملة لكل معنى تضمنته الأسماء الحسنى، والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك، فهو مفصَّل من جوامعها، والآيات الثلاث الأُخر شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق... فكل ما في القرآن هو تفصيل لما جاء مجملاً فيها.

أسأل الله عز وجل أن يجعل العظيم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلاء حزننا وهمنا وغمنا، أسأله تعالى أن يجعله لنا في الدنيا رفيقاً وفي القبر مؤنساً وعلى الصراط نوراً ومن النار ستراً وحجاباً وفي الجنة رفيقاً، وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتبه : أيــــــــــــهــــــــــاب صــــــا لح


منقول


عدل سابقا من قبل السوفي في الخميس مايو 13, 2010 2:17 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
merghidouyahia
عضو جديد
عضو  جديد
merghidouyahia


ذكر
المشاركات : 37
سجل في : 12/05/2009
نقاط : 39

كل العلوم في سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل العلوم في سورة الفاتحة   كل العلوم في سورة الفاتحة Emptyالثلاثاء يونيو 09, 2009 1:47 pm

drunken @
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهد الاسلام
مشرف
مشرف
مجاهد الاسلام


ذكر
المشاركات : 1055
العمر : 28
سجل في : 13/03/2008
نقاط : 639
وسام العضو : كل العلوم في سورة الفاتحة Wesaam12

كل العلوم في سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل العلوم في سورة الفاتحة   كل العلوم في سورة الفاتحة Emptyالأربعاء يونيو 10, 2009 1:01 pm

Cool



king
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lorbi.yoo7.com
ايهاب صالح
عضو جديد
عضو  جديد
ايهاب صالح


ذكر
المشاركات : 1
سجل في : 15/04/2010
نقاط : 1

كل العلوم في سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل العلوم في سورة الفاتحة   كل العلوم في سورة الفاتحة Emptyالخميس أبريل 15, 2010 1:22 am

الأخ السوفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أخوك ايهاب صالح كاتب هذه الدراسة، سعدت كثيراً بنقلك لدراستي هذه التي وضعتها في منتديات أهل الجنة، وأعتز بهذا كثيراً، ومع أمانتك في النقل إلا أنني كنت سأقدر كثيراً وضع اسمي عليها، ولكني واثق أنك نقلتها وأنت لا تعلم، لا عليك وإن أردت أن تنقل باقي دراساتي وكتاباتي فلك ما تريد، فقط أرجو أن تضع اسمي على ما تنقله، مع احترامي التام لتنويهك أن الدراسة منقولة، كما أعتز بتسجيلي في موقعكم الكريم وذلك طبعاً بسببك، أسأل الله العظيم أن يجمعنا في الجنة إخوانا على سرر متقابلين، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السوفي
عضو نشيط
عضو  نشيط
السوفي


ذكر
المشاركات : 79
سجل في : 06/05/2009
نقاط : 186
وسام العضو : كل العلوم في سورة الفاتحة 1-tama10

كل العلوم في سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل العلوم في سورة الفاتحة   كل العلوم في سورة الفاتحة Emptyالخميس مايو 13, 2010 2:12 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ايهاب كم كانت سعادتي بك حين انظممت الينا
وازددت فرحا لما عرفت ان البحث الذي تشرفت بنقله لك اخي ايهاب
حياك الله وبورك فيك وفي علمك ايها الحبيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل العلوم في سورة الفاتحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الجيل الاسلامي :: منتديات القرءان الكريم وعلومه :: منتدى تفسير القرءان الكريم-
انتقل الى: