السوفي عضو نشيط
المشاركات : 79 سجل في : 06/05/2009 نقاط : 186 وسام العضو :
| موضوع: شهيد الكلمة / الشاعر هاشم الرفاعي الأربعاء يوليو 29, 2009 7:56 pm | |
| هو هاشم جامع الرفاعي ، ولد في [ أنشاص الرمل ] بمحافظة الشرقية بمصر عام 1935 في أسرة مسلمة متدينة ، أخذ عن والده العلوم الدينية وحفظ القرآن الكريم صبيا في كتاب القرية ثم التحق بمعهد الزقازيق الديني الأزهري عام 1947 وانضم الي حزب الوفد الذي كان يقاوم الإحتلال واستبداد وفساد الحكم الملكي، ثم قامت ثورة يوليو 1952 وما صاحبها من تدخل سافر في شئون الأزهر وتلك الحركة التي أفسدت الأزهر وسموها زورا [ تطوير الأزهر ] فادخلوا العلوم الثقافية من رياضيات وكيمياء وأحياء وغيرها مع اختصار شديد للعلوم الشرعية ورأي هاشم الرفاعي وزملاؤه في المعهد أن في هذه الحركة قضاء مبرم علي الأزهر ... فكتب في ذلك عدة قصائد وعقد مؤتمرا للطلاب بمعهد الزقازيق الديني الأزهري عام 1954 وقرروا الإضراب عن الدراسة وعدم الإنتظام فيها حتي يستجاب لمطالبهم بعدم تقليص العلوم الشرعية واللغوية ، صدر قرار بفصله ورفاقه ، وحاصرت الشرطة المعهد واعتصم هاشم الرفاعي ورفاقه بحجرات الدراسة ، وانتهي الإعتصام بعد مطاردة عنيفة بين الشرطة والطلاب المضربين ، وفر هاشم الي بلدته أنشاص ولكن حكومة الثورة لم تتركه وحاصرت قوات الشرطة منزله فاستطاع أن يفر منهم ولم يقبض عليه وكتب قصيدة في هذه الواقعة ثم قبض عليه وقضي هاشم الرفاعي ورفاقه بعد الإفراج عنهم عاما كاملا بين مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهوريةيقدمون مذكرة هنا وإلتماسا هناك للعودة للدراسة ولكن دون جدوي ولم يدخلوا الإمتحان في ذلك العام ، ثم صدر قرار جمهوري بعودته ورفاقه الي المعهد مع بداية العام الدراسي الجديد 1955/1956 فحصل علي الثانوية الأزهرية ،ثم التحق بكلية دار العلوم ... ولم يكن هاشم الرفاعي مجرد طالب موهوب حصل علي لقب الطالب المثالي للجمهورية العربية المتحدة ... ولم يكن مجرد شاعر تنبض أشعاره بحب الوطن وقضاياه بقدر ماكان شابا عربيا مسلما متوثبا دانت له اللغة وأصبحت طوع بنانه ... فإذا به ملء السمع والبصر والخاطر بطول البلاد وعرضها ، حيث انطلق كفارس من فرسان الشعر الجدد بمجامع القاهرة ومهرجانات دمشق يبهر الأسماع بنبوغه المبكر مسجلا نبضات قلبه وخلجات روحه ونفسه شعرا أشاد به النقاد والشعراء حتي أن أستاذه الشاعر علي الجندي عميد كلية دار العلوم وقتئذ لقبه ب [البحتري الصغير ] ... ذاع صيته في مهرجان الشعر الأول بدمشق الذي أقامه المجلس الأعلي للفنون والآداب بدمشق خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا وفي المدة من 16 /20 مايو عام 1959 ... وبعد عودته من مهرجان دمشق بأربعين يوما تقريبا وقبل أن يكمل دراسته طعنه أحدهم ثلاث طعنات فلقي ربه علي الفور في يوم الأربعاء الموافق 1/7/1959 وهو في الرابعة والعشرين من عمره . قالوا عنه رحمه الله :- · لقبه أستاذه الشاعر علي الجندي عميد كلية دار العلوم ب [ البحتري الصغير ] . · وقال عنه أيضا " لو عاش هاشم الرفاعي إلي سن الثلاثين لغطي علي جميع شعراء العربية في العصر الحاضر " . · قال عنه الأستاذ / زكي المهندس عميد كلية دار العلوم الأسبق " لوقدر لهاشم الرفاعي البقاء لكان أشعر أهل زمانه " . · وفي حفل تأبينه بقاعة الإحتفالات بجامعة القاهرة في 27/10/1959 قال شقيقه مصطفي الرفاعي :- " أيها الأحباب أرأيتم إلي المصباح يشرق حينا ثم يختنق ؟! أرأيتم إلي الزهرة تزهر وتألق ثم تذبل وتصوح (أي تيبس ) ؟! أرأيتم إلي الحلم الجميل يحلق بالمهمومين في دنا من الأماني الرائعات ، ثم يوقظهم في عنف ليردهم إلي دنيا الواقع ؟! أرأيتم إلي الأمل الحبيب يداعب الآملين ... فيدنو ويدنو ... ثم ينأي ويتلاشي فإذا به ومض سراب بقيعة ؟! أرأيتم إلي البيرق يتصدر الموكب مختالا خفاقا ، تدق من حوله طبول الفرحة ، ثم يطوي وينكس فينفض عنه السامرون ؟! كذلك كان هاشم مصباح أشرق ثم اختنق ! وزهرة زهت وألقت ثم ذبلت وصوحت ! وحلم جميل طاف بنا ثم ردنا في عنف إلي الواقع المر ! وبيرق طوي ونكس وانفض عنه السامر الحزين ! ولئن جل المصاب في هاشم فإن عزاءنا فيه وعنه أنه قضي شهيد مبادئه وعقيدته وعروبته " [ من كتاب الديوان الممنوع / جراح مصر / القصائد العشر / للشاعر الشهيد هاشم الرفاعي / دراسة وتحقيق وتعليق :- مجدي محمد الشهاوي ( بتصرف)] وقد قيل في رثاء هاشم الرفاعي قصائد كثيرة لشعراء عصره سأورد منها في منتدي شعريات بمنتدانا مطر قصيدتان فقط :- الأولي للأستاذ / علي الجندي والثانية للأستاذ أحمد هيكل ... وأيضا هناك عشر قصائد للشاعر الشهيد يؤرخ فيها لتلك الفترة التي عاشها من عمر ثورة يوليو وكانت ممنوعة من النشر ولم يعرف من كاتبها إلا بعد موته ونشرت في التسعينيات ... وسوف أنشرها تباعا في في المنتدى ليقف أعضاء منتدانا الحبيب على الشاعر الشهيد ... رحمه الله رحمة واسعة | |
|