احداث 11ديسمبر1960
وتتذكر مباركة وتقطن الآن حي المدنية بالعاصمة أحداث 11 ديسمبر 1960، التي كانت أكبر مظاهرات شعبية عرفتها الجزائر في تاريخها، اندلعت بمدينة الجزائر وبالضبط من حي بلوزداد الذي كان يسمى وقتها «بلكور» ثم امتدت الى كافة أنحاء البلاد وشارك فيها ملايين من الجزائريين بينوا للعالم أن الشعب يساند قيادة الثورة، وكان لتلك المظاهرات أثرها على مسار مناقشة قضية الجزائر في الأمم المتحدة وكسبت الثورة الى جانبها كل العالم بما في ذلك دول تنتمي الى الحلف الأطلسي كانت قبل مدة تمد الفرنسيين بالعتاد.
الجماهير والقيادة
وبالمواقف المؤيدة لمقولة «الجزائر فرنسية» تقول مباركة أنها لم تنم ليلة الأحداث وكانت منهمكة في تحضير الأعلام الوطنية على آلة خياطة قديمة ليرفعها المتظاهرون في صباح اليوم الموالي، وهي ترى اليوم الشباب الفلسطيني يواجه بالحجارة وبحرق العجلات المطاطية جنود الاحتلال الإسرائيلي، تكاد تطير فرحا لأنها تعرف ما معنى أن تكون القيادة مدعمة من الجماهير، وأن المواجهة الجماهيرية هي وحدها التي ترفع الضغط عن القيادة وتجنبها السقوط في أخطاء تاريخية.
فمظاهرات 11 ديسمبر في الجزائر اندلعت في الوقت الذي كانت فيه الثورة محاصرة بطرح بدائل عن الاستقلال التام وبفصل الجنوب عن الشمال، وبالانفراد بالقيادة لإدخالها متاهات لا تنتهي من الإجراءات الشكلية التي تضمن حق فرنسا في الاحتفاظ بالجزائر، وكانت المظاهرات نقطة تحول كبرى منحت قيادة الثورة عوامل الصمود التي تحتاجها وثبت الموقف على أن لا تنازل عن الاستقلال التام وقوت موقفها في المفاوضات، وكذلك الانتفاضة فإنها في نظر المجاهدة الجزائرية تسير في هذا الاتجاه.