كثيرا ما نصادف في المجتمع حالات مرضية وتميل إلى لون الحرباء وتنتهي بالنفاق الإجتماعي ، الذي أقصد به ذلك النهج الذي ينتهجه أبناء المجتمع الواحد ، حيث يقفون أمامك ويسمعونك كلام لا يطابق لا مقامك ولا مقامهم ، كلام فيه الكثير من الحشو والمغالطة ، كلام نادرا ما يكون صادق عند البعض وغير مفهوم عند الطرف الأخر حيث يكثر إستخدام تشفيرات ومصطلحات غريبة ودخيلة في تقافتنا المجتمعية وكلها تشير إلى أنك غير مقبول وضيف ثقيل الظل عليهم ، قد يكون كلامي هذا غريبا وعير واقعيا لكن الغرابة والواقعية في أن تنكروا وجود مثل هذا النفاق الإجتماعي في مجتمعاتنا الحديثة ولا أبالغ إن قلت أن مجتمعك ، مجتمع لا يشجع بل يهدم ، يرى أن لديك المؤهلات لتكون قياديا في موقعك لكنه يريك عيوبك ونقائصك ويظهرك على أنك لست أهل لذاك الموقع ، وبعد أن يحقق أحد الغرباء على المجتمع نجاح الكل يهلل ويكبر ويفتخر ويمتدح ، وهنا بالذات تجد أهل مجتمعك طبعا عدا أبويك وإخوتك منقسمون لفئتين :
فئة تلومك على ضياعك لمثل هذه الفرصة التي حقق فيها الغريب النجاح وهم بالأمس فقط نصحوك أن لا تسلك درب النجاح ذاك .
وفئة يحسدونك أصلا قبل أن تنوي الإقدام على مشروع عمرك .
فماذا أنتظر وتنظر من هؤلاء الذين يدعون أنهم يبتغون لك كامل الخير لكنهم في الحقيقة يسعون إلى أن يصدوا عنك أبواب الخير وعندما تدرك أنك تتعامل مع أهل مجتمعك وهم متلبسون برداء النفاق تبقى عاجزا وحائرا فيما تصنع لهولاء والله المستعان .